تأملت في
بلداننا فوجدت أم مشاكلها التربية والتعليم فتساءلت ما سر نجاح غيرنا فقلت علي
زيارة غيرنا لأفهم! أضع بين يديكم ان شاء الله سلسلة مكونة من سبعة أجزاء. أرجوا أن يفيد هذا العمل الناتج عن تجربة فريدة من نوعها وأن يلهم ويفسح المجال لأعمال وتجارب أعمق وأنفع للأمة. لا تنسوا الملاحظات ان اقتضى الأمر. اليكم المشوار:
--
اليوم الأول من رحلتي كانت فيه أول مفاجأة حيث تقاربت علي أوقات الصلاة داخل الطائرة بين الدار البيضاء والدوحة فكان الوقت الذي يفصل الظهر عن العصر والعصر عن المغرب والمغرب عن العشاء تقريباً ساعة فقط. فصليت الصلوات كلها على متن الطائرة. عند وصولي للدوحة وفي انتظار الرحلة الثانية تعرفت على رجل مدهش وعجيب. الرجل من ماليزيا ومتزوج ٣ أو أربع نساء وله منهن ٣٤ طفل ما شاء الله. ولكن المفاجأة زادت حين علمت أن جلهم حائز على درجات عليا من مختلف المجالات. فمنهم ٤ دكاترة، منهم مهندسين، حفاظ لكتاب الله، أطباء...سبحان الله، والرجل مبتسم ولا تبدوا عليه آثار الهموم، والنساء كذلك. تكلمت مع واحدة منهن لها منه ١٤ طفل وكانت أستاذة. حقاً لرجل مثل هذا تأثير على المجتمع. وعلى ذكر هذا فالماليزيون يعظمون تكثير النسل ويقولون هو سنة، وقد صدقوا.
عند وصولي لماليزيا رأيت أن الدولة لها حجم آخر ولا مجال للمقارنة مع المغرب خصوصاً في البنية التحتية. الدولة احتلها الإنجليز ٥ قرون والتأثير كبير، حتى في العقلية وانفتاحها خلافاً للمستعمرات الفرنسية. لكن لا زال أمامهم مجال للاجتهاد لبلوغ درجة النمور الآسيوية. وعلى سبيل المثال لا الحصر، فتأخر بعض الحافلات عن وقتها، وإمكانية التفاوض في ثمن سيارة الأجرة الذي هو مضاعف ان لاحظوا فيك ملامح الأجنبي ، والحفر الموجود في بعض الطرق وشيئ يسير من الأزبال... دليل على ما أسلفنا. يلاحظ غياب شبه تام للشرطة، وهذا في حد ذاته له معانٍ عدة.
هنا جل النساء محتجبات، لكن ليس ذلك دائماً دليلاً على الالتزام. بل هو للتمييز. لفهم ذلك، يجب ادراك التعدد الموجود بماليزيا. ٦٠٪ مسلمون والباقي صينيون مع بعض الهنود. فالمسلمون هنا لا يرضون بالتساوي بل يعتزّون بانتمائهم. ولهذا قد يجد الواحد البنت الماليزية بالحجاب وفي نفس الوقت الأذرع مكشوفة وسروالها غير محترم لضوابط الستر.
التقيت بأخوين مغربيين أحدهم يدرس المالية الاسلامية والآخر يعمل بنفس الميدان بالبنك المركزي. وتوجهنا لأداء صلاة الجمعة بالمعهد العالمي للثقافة والفكر الاسلامي، الموجود على الصورة، للاستمتاع لخطبة جمعة بالانجليزية، الوحيدة بكوالا لمبر.
الجاليات متعددة لكن للبلد نظام فيه بعض التمييز لطبقات على أخرى بألقاب من قبيل "داتو" و "داتك" وقد يبيع بعض ملوك الجهات الألقاب. نعم للبلد ١٤ جهة لكل واحدة منها ملك ويتناوبون على الحكم. يبدو أن النظام مستقيم حيث عموم السلط بين أيدي الوزير الأول وليس الملك. لكن من باب الشرع، الظاهر والله أعلم أن هذا مخالف للتسوية البشرية في الشريعة، وأن لا تفاضل إلا من باب التقوى.
كما أسلفنا، الطقس حار وفي نفس الوقت وسائل النقل كلها مكيفة والمطر يفاجئ في أي لحظة ولهذا كان صديقي طريح الفراش عند وصوله لماليزيا لبداية الدراسة حيث فاجأه المطر وأصيب بزكام شديد. بعد ٣ أيام لا أزال أستيقظ متقلب المزاج وان طال نومي...يبدوا أن التأقلم ل٨ ساعات من الفرق في الوقت، وجعل ليلي نهاري ونهاري ليلي ليس بالأمر البسيط.
اليوم فهمت أن ماليزيا تصنع سياراتها محلياً وليس هذا فحسب، بل تحمي منتجيها بضرائب على السيارات المستوردة بنسب خيالية تفوق ١٠٠٪ وقد تصل ل٣٠٠٪ فإذا وجد أحدكم من له سيارة مرسيدس هنا، فليعلم أن صاحبها جد جد ثري. ولها أنواع مختلفة لابأس بها، ومن البسيطة إلى الفاخرة! هذا خير دليل على مدى التطور العلمي والمادي، وليس المادي فحسب كما هو حال دول الخليج هدانا الله وإياهم.
هنا ماليزيا، هنا أول جامعة من بلد مسلم في الترتيب الدولي، هنا ثاني خطوط الطيران في العالم من حيث الجودة أمام الخطوط الألمانية والتركية وحتى القطرية، هنا الأدب والأخلاق وهنا العلم. وليس كل هذا فحسب، بل ماليزيا تصنع أجهزتها المحلية التي تضاهي جالكسي وآيفون. هذا مدهش. المنتوج الداخلي الخام للبلد أكثر من ٣٠٠مليار$ وهذا يفوق المغرب بأكثر من ٣ أضعاف، هذا والشعب الماليزي أقل من المغربي بتقريباً ١٠ ملايين نسمة!! هذه هي نتائج من علم وتعلم ولم يفرط في دينه. نعم، هنا عقوبة الاعدام لمن سولت له تفسه ادخال مخدرات، هنا السجن لمن شرب الخمر وهو مسلم، بل العار قبل السجن!
--------------------------------
تتمة للمقال الأول، لازلنا بماليزيا... ولا زلت أستنبط الدرر من تجربتها الفريدة.
منْ تجول هنا فهِم أن البلد عانت من الأزمة الآسيوية سنة ١٩٩٧ أشد العناء، وعلامات الأزمة لا تزال بعض ملامحها موجودة، مثل كثرة المباني والمتاجر الفارغة في ضواحي المدينة. وهذا يطرح تساؤلا اقتصاديا هاماّ: هل من صالح البلاد تدفق رؤوس أموال خارجية مع علم اليقين أن خروجها يكون فجأة ويؤدي هذا إلى تشتيت البلد وتخريبها؟ أليس من الأفضل أن يتم وضع ضابط وراء دخول الكميات الهائلة من الأموال من الخارج وتقنينها عوض الركوض الأعمى ورائها؟
بعد هذه التأملات الاقتصادية، هيا بنا الى بعض الرفاهية... زرت بعض الحدائق ومنها حديقة للطيور تدّعي أنها الأكبر في العالم. معضمنا شاهد في صغره الرسوم المتحركة التي يشرب فيها البطل ماء الكوكو عند وصوله الى جزيرة خاوية، فطبقت ذلك المشهد عملياً واشتريت تلك الكوكو وشربت ذلك الماء فلم ينقصني سوى مشهد الجزيرة لخالية مع البحر والسماء الصافية، لكن تلك هي رسومٌ فقط، فالواقع بحديقة الطيور أجمل وخلق الله أكمل!
قمت بعد ذلك بزيارة المتحف الإسلامي...أي جمال وأية نظافة وأي آثار وعلم وثقافة...البلاد التي تنقصها متاحف ينقصها العلم وينقصها التقدير للأجداد والسلف. وفي البلدان الثلاثة التي زرتها كان وجود المتاحف قويّا ووجود الأطفال بها أقوى . رأيت في المتحف صفحة من كتاب الله ترجع لقرن الصحابة، بلا ٮٮٯٮط ولا شكل كما كان الحال قبل الحجاج ابن يوسف الثقفي غفر الله له. وددت لو ساعدني أحدكم على معرفة السورة والآيات التي تحويها الصورة، فلم أستطع قرائتها.
اليوم هو أول يوم في السنة وهو كدخولنا المدرسي والعملي، فعطلة نهاية السنة هنا هي في شهر دجنبر. وكأن المدينة كلّها تغيرت مع البداية في العمل والضجيج الغير امألوف للسيارات. وعلى ذكر هذا فإن المحللين يترقبون انخناق حاد لحركة السيارات قبل ٢٠١٨ نظراً للعدد الهائل للسيارات، والحكومة تحاول تفادي هذا ببناء سكك حديدية جديدة...المونوراي.
اليوم زرت لأول مرة الجامعة الدولية للمالية الاسلامية... فبماذا أبدأ، بالنقاء أم بالإطارأ م بتواضع أصحابها وحتى بكبار الباحثين والأساتذة فيها. عدد الأبحاث الصادرة عنها لا تكاد تُحصى والبحث العلمي كأنه لا يتوقف.
عدد الأبحاث الصادرة عنها لا يكاد يحصى والبحث العلمي كأنه لا يتوقف. ومن هنا الثورة، وليس كجلّ البلاد العربية حيث الغياب التام للبحث العلمي حتى أن بعض الأساتذة لا يصدر أي بحث منذ توليه المنصب، كارثة والله.
هنا كبار الأساتذة يصدرون تقريباً كتابا كل سنة، ناهيك عن البحوث القصيرة التي يكتبونها أو يشرفون عليها. إذا أردت أن تفهم ما هي الجامعة والإبداع والفكر والبحث، فتعال هنا. أما الجامعة "الإدارة المتحف" بالبلاد العربية فلا يكاد ينبثق منها شيئ. هنيئا للطالب الماليزي بهذا الإطار المحفز للنجاح. أيّ نظام وأي مكاتب...أودييييييي...
بالمساء زرت البرجين بتروناس المعروفين لكل من زار كوالالمبور، وكانا وقت بنائهما الأطول بالعالم، اسمهما توين تاورز...لا ليست ٢٣ طبقة، بل ربما أكثر من ١٠٠ بكل برج. مع أني لا أظن التعالي في البنيان شيئ إيجابي بحد ذاته ، فكثير ما يشُوبه الرياء والتباهي. لكن له دلالة على القوة الهندسية للبلد، أمام هذا العملاق التي خصصت له ٥ طبقات للتسوق المحض، أكبر مول عندنا يشبه درب غلف...!
ومع ذلك، فإني متحفّظ جدّاً من ناحية هذا الفكر التسويقي الاستهلاكي الطاغي، والذي يفقد الحياة لذتها خارج الماديات والتباهي. لكن أذكر ذلك من باب تبيين الحجم الاقتصادي فقط.
اليوم كانت وجهتي مدرسة/روض، ذات سمعة عظيمة في المدينة، لزيارتها والاقتباس من الإنجازات.
المدرسة مبنية على طبقين، وكلها مفتوحة حيث لا أبواب للأقسام ولا عزلة لبعضهم عن بعض وتستطيع المديرة من مكتبها النظر لجلّ الأقسام. لديهم موظف مُهِمَتُه تتبع جودة التعليم وانجازات الأطفال والأساتذة. الأطفال ناضجون جداً مع أنهم تحت سن السادسة. كل شيئ مرتب ومنظم ونقيّ. البناء كله مصمم حسب إرادة المديرة. الآباء جد فرحين بهذا الروض لأبنائهم وحُقّ لهم... يا لها من مؤسسة لا تصل اليها حتى أرقى مدارسنا العمومية.
في المساء استقبلني أستاذ فقه بالجامعة الوطنية للعلوم الشرعية خارج العاصمة، وهو زوج إحدى قرِيباتي، درس فقه المقاصد عند الشافعي بالمغرب تحت إشراف د. فريد الأنصاري رحمه الله. الرجل يتميز بأخلاق راقية ولطف عجيب، تأثر كثيراً بالأنصاري وحتى بالنورسيين في منهجه. زرنا الجامعة التي أنشأت منذ أقل من عشر سناوات حسب ظني... مجرد دخول المكتبة يعطيك رغبة في القراءة. التقينا بعدها ببعض الأساتذة، من ليبيا، من الأردن ومن بلدان كثيرة. ماليزيا تحاول جاهدة استقطاب الكفاء ات لبلدها وهي سياسة ناجحة، كونها مبنية على رؤية مستقبلية دقيقة. هنيئا لهم.
الحمد لله حتى الماليزيين، أساتذة العلوم الشرعية، يتكلمون بالعربية، فالتواصل سهل من أقصى المغرب الى أقصى المشرق.... يا من يريد الدارجة عوظ هذه اللغة النبيلة المحبوبة.
ثمن البنزين هنا ٥ دراهم فقط بينما يصل عندنا تقريباً الى ١٣ درهم. دولة ماليزيا تملك نفطا لا بأس به وشركاتها أصبحت دولية وتمارس أيضاً خارج البلد. كما أسلفت، أجلت موعد اليوم خطأً فاغتنمت الفرصة للمشي بعض الشيئ...تقريباً ساعة وكاد المطر يفاجؤني. الحمد لله وصلت على خير بعد أن مررت بأماكن شبه خالية والساعة ١٠ تقريباً، لكن استمتعت بمناظر طبيعية جميلة جداً.
عدت اليوم للمطار من أجل شراء تذكرتي لكوريا، حيث التذكرات قليلة في هذا الموسم الذي هو رأس السنة الصينية. أحوال السير واكتضاض السيارات خفيفة مع أن كثافة السكان هائلة، لكن النظام عبقري. الظاهر أن ذلك يرجع لبنية تحتية جد متطورة ووجود وسائل النقل العمومي، وبعضها مجهز بالشبكة اللاسلكية، وهذا دليل على أهمية الوقت عندهم مقارنة بصعوبة النقل بماليزيا.
أخذت بعدها قسطا من الراحة، في حديقة من الحدائق المتوفرة هنا، جزيرة من السكون في مدينة مليئة بالحركة والضجيج.
بدأت أمل من الماك فيش...لكن الطعام جد غالٍ١٧. جولة في حديقة كولون. انها نظيفة وجميلة. معدة لتوفير المسنين الآلات اللازمة لرياضتهم وحركاتهم. وهناك عدد وفير يمارس حركات بطيئة أراها فرع من فنون الحرب المعروفة لديهم. الحديقة فيها عصافير وتوفر قسط من الراحة داخل صداع هذه المدينة التي لا تهدأ. العناية بمعدات الحديقة ومكوناتها دقيقة جداً ولاحظت العشرات من العمال يشتغلون في صيانتها. رجعت اليها بالمساء فكم هو جميل غروب الشمس بين أشجارها. صَلَّيْتَ وقرأت من كتابي. كان يوماً هادئا في انتظار سفري غداً للنمر الكوري.
خلاصة اليوم الأخير كالتالي. هذه البلدة نموذج للحرية شبه المطلقة وغياب التوحيد. لا يسعنا الا أن نذكر إيجابيات ما رأينا قبل الخوض في السلبيات.
البلاد منظمة ولا يكاد يخرق نظام المرور والنظافة الا اجنبي. البنية التحتية من قطارات وجسور وطرق وأنفاق مذهلة. المباني فاخرة ونظام التعليم جد متقدم.
لكن الملاحظة المحورية هي ان المتبادر للذهن هو ان بناء الحضارة ناجح لكن بناء الانسان والقيم انحط من بعض الجوانب. هنا لا أتكلم عن الاحترام والانضباط. هذه القيم التي اطلق عليها القيم المانعة من الضرر. لكن هناك جانبان تأثرا سلبا بهذه المادية والحرية المطلقة.
الأول هو ما أطلق عليه القيم الجالبة للسعادة وأقصد سعادة الدنيا، فان سعادة الاخرى لا تنال الا بالتوحيد، وهذا القوم اما غارقين في شرك أجدادهم أو تابعين لإلحاد أسيادهم. فرغم كل هذا الازدهار المادي, وجود الغير بجانبك كعدمه. قليل ما يتكلم الناس فيما بينهم ان لم يكونوا من أسرة واحدة، وهذا يلاحظ في الشارع وفي المطاعم ووسائل النقل وليت شعري، حتى مع بعضهم في المساجد. هناك غياب تام للتواصل اللفظي بل حتى غير اللفظي، ومن هنا قولي وجود الغير كعدمه. الكل منشغل بهاتفه لدرجة مخيفة.. فالإنسان اما منشغل بعمل أو بهاتف أو بتسوق جنوني. المدينة كلها سوق ومحلات لا تكاد تنتهي.
---------------------------
هذا الجزء هو الأخير بماليزيا قبل الانتقال الى عالم آخر...
اليوم زرت مؤسسة متخصصة في الرقابة على الأسواق المالية بخصوص بعض البحوث كنت أجريها و بالمساء توجهت للجامعة الدولية للمالية الاسلامية لإتمام بحوثي. ماليزيا حقاً بلغت درجة تطور خارقة للعادة، ومستوى البحث العلمي وتصنيفاته الدولية تعكس تماماً هذا النجاح ... هي الدولة المسلمة الوحيدة التي صنفت جامعتها في ترتيب أفضل مئة جامعة في العالم وهذا يدل في المقابل على مدى الانحطاط العلمي لبلداننا. الطرق متطورة ومعقدة جداً لدرجة أن السكان المحليِّين قد يفقدون طريقهم. هناك مباني تخصص طبقات عديدة فقط لمستودعات السيارات ... المساجد جد نقية والأماكن المخصصة للوضوء كذلك، هذا دليل على الإيمان، فالطهارة من الايمان.
في اليوم التالي استقظت متأخراً فبادرت بالبحث عن سيارة أجرة لزيارة المؤسسة التربوية الثانية، وأرسلت رسالة لطلب تأجيل الموعد لساعتين (تبين لي بعدها أني بكثرة الفتنة، أخطأت الإرسال وإذا بي قد أجلت موعد اليوم الموالي وليس اليوم نفسه!!)
وأنا في الطريق تأملت في بعض مظاهر الشرك المنتشرة هنا بفعل انتشار الهنود والصينيين، انهم يتخذون دويرات صغيرة حجمها حجم ما تتخذ الفتيات من دويرات للدمى ... داخلها يوقدون شمعا وربما يضعون بعض الأحيان كؤوس ماء وخبز، وفي الخلف صورة الوثن الذي يتعبدونه وهذا منتشر غاية الانتشار هناك. في طريق الرجوع تناولت وجبة العشاء، وحرصت على التأكد من أن الطعام في المتناول بالنسبة لي فلا أطيق "الحارّ"، فأكد لي أنه ليس بحار على الاطلاق ... علماً أن طعامهم يتميز بهذا تقريباً وعموماً هذا هو الحال في دول آسيا ... النتيجة، بكيت دموعاً غزيرة كما لم أبك من قبل خلال وجبة العشاء! حتماً، الطبخ المغربي لطيف وليّن وحلو غاية الحلاوة، الحمد لله!
ثمن البنزين هنا ٥ دراهم فقط بينما يصل عندنا تقريباً الى ١٣ درهم. دولة ماليزيا تملك نفطا لا بأس به وشركاتها أصبحت دولية وتمارس أيضاً خارج البلد. كما أسلفت، أجلت موعد اليوم خطأً فاغتنمت الفرصة للمشي بعض الشيئ...تقريباً ساعة وكاد المطر يفاجؤني. الحمد لله وصلت على خير بعد أن مررت بأماكن شبه خالية والساعة ١٠ تقريباً، لكن استمتعت بمناظر طبيعية جميلة جداً.
مديرة المؤسسة التي التقيت من الشخصيات النادرة التي بعثت حيوية جديدة في حياتي. تأثيرها عليّ نادرا ما عشته، وأنا أعرف نفسي بعض الشيئ وبرودتي وأني لا أتأثر بسهولة، أسأل الله أن يصلح حالي وحال المسلمين أجمعين. المهم، المديرة انجليزية بلباس غربي ... وإذا بالمفاجأة تأتي خلال الحوار ... المرأة مسلمة وأبوها إنجليزي أسلم منذ زهاء نصف قرن. ليس هذا فحسب، بل المرأة بدأت مؤسستها وهي متنقبة، مدخولها اليوم تقريباً نصف مليون $$ في السنة! لكن هناك المزيد، المرأة لا زالت تلبس حجابها حين تخرج من المؤسسة لكن تنزعه داخل المؤسسة لأن زبنائها غربيين عموماً، وهي مقتنعة أن هذا السلوك يجب أن يتحسن. على أيٍّ، المرأة ألهمتني وعلمتني وغيرت نظرتي ورسخت قناعتي بأهمية التعليم قبل الأولي. إذا زارها مفتشوا التعليم يجدون أطفالها ذووا ٦ سنوات جد ناضجين ولهم مستوى أطفال ٩ سنوات! أقنعتني أن ذهن الطفل لا حدود له سوى الحدود التي يضعها من يؤطرهم. الذين التقيت بهم من قبل كنت أمضي معهم حوالي نصف ساعة ... جالست هذه العبقرية تقريباً ٣ ساعات والأطفال قادمون وذاهبون إلينا لتعانقهم بين الفينة والأخرى. نعم! توزع الحب، على طريقة رسول الله. وليس بالغريب، فالمعنية بالأمر درّست السيرة النبوية بمسجد ببريطانيا. خلاصة القول، المرأة فهمت الأطفال وتحديات العصر، احزروا ما هو أول شيء تدرسهم...؟ الجواب سهل، أكبر وأصعب وأعقد شيئ في المخلوقات.
وجدتم؟...
ماذا سوى الفضاء! تقول لي السيدة بعد هذا، يخرج من عندها الطفل منبهر وقد توسع خياله الى ما لا نهاية له، ويصبح حبه وتشوقه للفهم والمعرفة لا حدود له. وهنا انتهت أهم مهمة عندها، وبدأت مهمات. لكن بما أن الأصل جيد ... فالبناء يسهل. نعم، تكوين الطفل ليس تلقين بل هو بناء متواصل.
أحسن لقاء وأقوى تجربة عشتها ... استخلصت من حواري معها أكثر من ٥ ورقات بينما اللقائات الأخرى بالكاد تتجاوز ورقة. الفوائد والخلاصات لا تعد ولا تحصى، الحمد لله كان اللقاء مثمرا ومفيدا جداً.
الرحلة الماليزية تقترب من نهايتها ... اليوم أغادر هذا البلد الجميل. تأخرت الطائرة بساعة لكن على الأقل تم إرسال رسالة عبر الجوال لإنذاري. يبقى البلد جميل الى آخر لحظة. الطريق السيار المؤدي الى المطار ممتلئ بلافتات تعلن "مع السلامة" أو "نراكم من جديد" ولافتات أخرى تثلج الصدر وتنسي المسافر ما قد يكون تعرض له من إرهاق داخل البلد. رائع!!
------------------------------------
الحمد لله وصلت بأمان... أي ضيف يأتي الى هنكنغ يشعر أنه بمنطقة معفاة من الضرائب، فمباشرة بعد النزول من المطار تتوافد أمامك السيارات الفخمة الألمانية والإيطالية.
إن هذه البلدة الصغيرة هي عبارة عن علبة سوداء تمر منها تجارات عدة وما يجاور ذلك من غسيل الأموال والفساد السري والعلني. إنها بلدة تشبه ما يصوره بعض المخرجين في أفلامهم الوثائقية أو في الاخبار... لا ندري هل تلك من هذه أم هذه من تلك!
المهم، ركبت الحافلة فأحسست بريح لندن تهب خلال تلك الحافلات ذوات الطبقتين. بالفعل البلدة لم تنفصل رسمياً من الاحتلال الانجليزي الا في أواخر التسعينيات ... والسير في الطرقات على اليسار على غرار عادة الإنجليز. وصلت المدينة وإذا بي أفاجأ بحركة وكثافة بشرية لم يسبق لي أن رأيتها من قبل. المتاجر لا تعد ولا تحصى، وكأن المدينة كلها أوكسفرد ستريت اللندنية.
الحمد لله، كان فندقي (ان كانت تجوز هذه التسمية لغرفة ٢*٢متر مربع، بما في ذلك الحمام!!!) بجوار المسجد الكبير بالشارع الرئيسي. هناك خمسة مساجد بالمدينة وهذا جيد مقارنةً بسيول.
الشعوب كلها موجودة هنا، والديانات كذلك ... الخليط مدهش، حقاً مدينة دولية، دولية قح وإن كثر الصينيين. الناس تبدوا بلا توجه وبدون هدف سوى عيش ما يرونه في الأفلام والأغاني على أرض الواقع ... قمة الحرية والانحلال حيث لا ضوابط سوى القانون المرن. الأسبوع سيكون غنياً ان شاء الله.
عدت اليوم للمطار من أجل شراء تذكرتي لكوريا، حيث التذكرات قليلة في هذا الموسم الذي هو رأس السنة الصينية. أحوال السير واكتضاض السيارات خفيفة مع أن كثافة السكان هائلة، لكن النظام عبقري. الظاهر أن ذلك يرجع لبنية تحتية جد متطورة ووجود وسائل النقل العمومي، وبعضها مجهز بالشبكة اللاسلكية، وهذا دليل على أهمية الوقت عندهم مقارنة بصعوبة النقل بماليزيا.
عدد الناس كبيرٌ جداً، ولا أجد مدينة أو حيٌّ بالمغرب يمكن أن يضاهي هذا المنظر، لا شيئ سوى ما قد يكون رآه بعضنا في الأفلام الوثائقية التي أظهرت مظاهر من اليابان أو أكبر مدن الصين. وهذه الكثرة يرافقها عدم تواصل رهيب ... قرب جسدي وبعد تواصلي، الصمت البشري ثقيل ولولا ضجيج الشارع والسيارات لما كان ذلك ِليُطاق. ومع ذلك النظافة نوعية واهتمامهم بها دقيق!
الإشهارات كلها مصورة بنساء شقراوات غير آسيويات، نامصات ومتبرجات، وهذا خير دليل على أن الاستعمار الفكري لا يزال قائما لا محال، هناك كبت معنوي ويضخمه هذا الإشهار المُستورَد. من الناحية الاجتماعية، فالمسيحية جد موجودة حتى في التعليم وبقوة. الكنائس منتشرة على اختلاف توجهاتها، لكن هذا التدين يشبه نظيره الأمريكي المصور في بعض المشاهد حيث تجد أكبر مجرم يحمل في عنقه الصليب بلا انزعاج ... تدين علماني.
الناس معجبة بالذهب، ومتاجر الذهب منتشرة كالمقاهي وممتلأة! توفر المال في هذه البلدة وتصميمها وكل شيئ يذكرني بلندن، إلا كثافة ونوعية البشر.
العالم هنا يسير على وتيرة مدهش، حتى المصعد الآلي أسرع مما رأيت في دول أخرى ... يقتصدون أعشار الثواني. تحت الأرض عالم آخر بقطاراته ومتاجره ومقاهيه، شيئ لا يكاد يصدق ولا سبيل للمقارنة مع أوروبا، إنه حقاً حجم آخر. حتى البنوك فتحت وكالات تحت الأرض والزبائن مصطفون!!
ذهبت لأزور حيّ الأعمال والشركات الكبرى وإذا بي أفاجأ بمظهر لم أتخيله من قبل! فعلاً لم يسبق لي حتى في الخيال أن أصل الى درجة استصغار، بل احتقار سيارة من نوع أودي أ5 بسقف آلي ... لكن وقع هذا لما كانت السيارتين المتوقفة أمامها من نوع فراري وجاغوار، ووراءها سيارتيْ بنتلي ورلسرويس ذات اللون الوردي! فعلاً تبدوا الأودي قزمة...اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا! وتيرة المشي والحياة جد مرتفعة هنا، والناس مع ذلك منغمسون في الجوالات، الى درجة أنني سمعت في محطة من المحطات رسالة آلية تتكرر في مكبر الصوت وتقول "لا تُبقوا أعينكم منغمسة في الجوال!".
أخذت بعدها قسطا من الراحة، في حديقة من الحدائق المتوفرة هنا، جزيرة من السكون في مدينة مليئة بالحركة والضجيج.
تمتعت بمشاهدة صبيان صغار يمرحون ويمزحون ويتسابقون تحت أعين الأمهات، ورأيت كيف بعض الأمهات يستطعن التحايل والخداع لرؤية أبنائهن يفوزون بالمسابقة ... شيئ مؤسف لكن يحمل في طيّاته معان كثيرة لكل متأملٍ لبيب. وقس على تلك الأمهات الشركات، والدويلات... وأثناء نفس الجلسة لاحظت كيف يبرز الطفل القائد سريعاً في المجموعات، وكيف على المجتمع أن يوجهه ولا يتركه فريسة أهوائه، فيصبح المجتمع يوماً ما فريسةً له، لو انحرف عن الطريق المستقيم.
محطات القطار منعزلة بأبواب زجاجية عن السكك، حيث غالباً ما ينتحر المنتحر هناك بإلقاء نفسه على السكة، فلا تفتح الا عند وصول القطار. إن ظاهرة الانتحار مهمة هنا أيضاً، وهذا غير مستغرب أبداً في هذا الانغماس المادي الرهيب.
اليوم زرت مدرسة جميلة بضواحي هنكنغ، وبعد ذلك زرت متخف العلوم ... آه على المتاحف ودورها في نهضة المجتمع دون نسيان جهود وتضحيات الذين سبقوا قبل أجيال عديدة. كان ممتلئ عن آخره بالأطفال وهم يزورونه بالمجان. انه من الشكل التفاعلي وليس متحف لعرض اكتشافات علمية ... كل جانب متخصص في ميدان كالاتصالات أو الفضاء أو الكيمياء، ويستطيع الأطفال التفاعل مع الآلات والاستفادة منها استفادة سيتذكرونها حتماً. بصراحة، تفاعلت أنا كذلك مع ألعاب المنطق المعروضة في المتحف وحيرتني بعضها حيرة شديدة وهذا ما زاد إعجابي بهؤلاء الأطفال. أكثر الأشياء جاذبية للأطفال هي التي تدمجهم وتتفاعل معهم في عملية العرض والتفسير، أما أقلها اهتماماً هي التي تعتمد على مجرد عرض كتابي للمعلومات أو صور وأشرطة. الخلاصة أن الطفل كلما كان تعليمه تفاعلياً ومنطلقاً منه ودامجاً له، كلما نجح وترسّخ.
استقرت في ذهني الفكرة التالية "بواسطة التحدي والتفاعل والألعاب الثقافية، نستطيع إيصال رسائل للأطفال لا نستطيع إيصالها بالدراسة التقليدية"
ومنها تبين لي تطبيقياً ما تعلمته نظرياً من بعض المختصين في التعليم وعالم الأطفال. درس لامع لتعليمنا، بما فيهم فخامة الاساتذة الجامعيين...!
------------------------
هذا الشعب يشرب الدخان كما يشرب الماء! شيئ فريد ومقلق، والسجائر تلقى بعد الاستعمال في أي مكان مستور. مثلاً موقف الحافلة نقي وورائه بستان، لكن ان ألقيت نظرة بين الحرف والنبات، وجدت كمية هائلة من السجائر.
طغت عليهم المادة وصارت المظاهر والتسوق قمة التطلعات. الحياة تشبه الخيال السنمائي تماماً. بل تشبعت منه وتشبهت به الى أقصى الحدود. فهل التطور وهذا النمط الحضاري متلازمان؟
طغت عليهم المادة وصارت المظاهر والتسوق قمة التطلعات. الحياة تشبه الخيال السنمائي تماماً. بل تشبعت منه وتشبهت به الى أقصى الحدود. فهل التطور وهذا النمط الحضاري متلازمان؟
اليوم، وليست للمرة الأولى وفي نقاش من النقاشات التي بشارني بها بعض الباعة المتجولين، أو بالأحرى الصماصرة حيث لا يعرضون سلع بل يحاولون جلبك لمتاجرهم، أثناء الكلام سؤلت عن جنسيتي، ومن ضمن الاقتراحات قال ذلك الرجل اسرائيل... فلم أتركها تمر هذه المرة بسلام وأوقفته عندها قائلاً "اسرائيل اسم نبي من أنبياء الله، وليس اسم دولة."...على الأقل نظرياً...وواقعية وجب تسميتها فلسطين ٤٨ أو فلسطين المحتلة.
بدأت أمل من الماك فيش...لكن الطعام جد غالٍ١٧. جولة في حديقة كولون. انها نظيفة وجميلة. معدة لتوفير المسنين الآلات اللازمة لرياضتهم وحركاتهم. وهناك عدد وفير يمارس حركات بطيئة أراها فرع من فنون الحرب المعروفة لديهم. الحديقة فيها عصافير وتوفر قسط من الراحة داخل صداع هذه المدينة التي لا تهدأ. العناية بمعدات الحديقة ومكوناتها دقيقة جداً ولاحظت العشرات من العمال يشتغلون في صيانتها. رجعت اليها بالمساء فكم هو جميل غروب الشمس بين أشجارها. صَلَّيْتَ وقرأت من كتابي. كان يوماً هادئا في انتظار سفري غداً للنمر الكوري.
خلاصة اليوم الأخير كالتالي. هذه البلدة نموذج للحرية شبه المطلقة وغياب التوحيد. لا يسعنا الا أن نذكر إيجابيات ما رأينا قبل الخوض في السلبيات.
البلاد منظمة ولا يكاد يخرق نظام المرور والنظافة الا اجنبي. البنية التحتية من قطارات وجسور وطرق وأنفاق مذهلة. المباني فاخرة ونظام التعليم جد متقدم.
لكن الملاحظة المحورية هي ان المتبادر للذهن هو ان بناء الحضارة ناجح لكن بناء الانسان والقيم انحط من بعض الجوانب. هنا لا أتكلم عن الاحترام والانضباط. هذه القيم التي اطلق عليها القيم المانعة من الضرر. لكن هناك جانبان تأثرا سلبا بهذه المادية والحرية المطلقة.
الأول هو ما أطلق عليه القيم الجالبة للسعادة وأقصد سعادة الدنيا، فان سعادة الاخرى لا تنال الا بالتوحيد، وهذا القوم اما غارقين في شرك أجدادهم أو تابعين لإلحاد أسيادهم. فرغم كل هذا الازدهار المادي, وجود الغير بجانبك كعدمه. قليل ما يتكلم الناس فيما بينهم ان لم يكونوا من أسرة واحدة، وهذا يلاحظ في الشارع وفي المطاعم ووسائل النقل وليت شعري، حتى مع بعضهم في المساجد. هناك غياب تام للتواصل اللفظي بل حتى غير اللفظي، ومن هنا قولي وجود الغير كعدمه. الكل منشغل بهاتفه لدرجة مخيفة.. فالإنسان اما منشغل بعمل أو بهاتف أو بتسوق جنوني. المدينة كلها سوق ومحلات لا تكاد تنتهي.
أما الجانب الثاني فهو لا يقل أهمية عن غياب هذه الأخلاق الجالبة للسعادة. انه جانب تناسق الظاهر مع الباطن، تلاؤم الذات مع اللذات وتشابه التفكير بالتعبير. فظاهر القوم يوحي بارتباك روحي وفكري شديد حيث لا تناسق في المجتمع لا في لباس ولا في ما سواها من المظاهر. بل تراهم يجهدون أنفسهم بشدة للتشبه بما تكون في خيالهم أنه ثقافة، وهي مجموع ما تم استوراده من الغرب من خلال أفلامه وقصصه وقصاصيه وأخباره. لقد انقرضت أصالتهم الصينية ظاهرا وباطناً. فهدف كل شاب هو التجول بشابة يدا في يد، هدف كل شابة التباهي بملابس أقل ما يقال عنها أنها هلوسة فنية بحد ذاتها شديدة اثارة الانتباه. وذلك الانتباه نادرا ما يقع (للأسباب التي أسلفنا هو قليل) نظراً للتطبيع الذي صارت اليه هذه الملابس. معظم البنات تراهن لا يلبسن ما قد يفوق نصف الكسوة بالغة القصر، كان البرد قارصاً أم لم يكن. هذا ليس مظهرا شاذا بل هو حال تقريباً ٪٩٠ منهن. وكل واحدة تلبس ما يفوق ١٠ألوان في ملبسها. أما الرجال فكذلك حدث ولا حرج، وفي بعض الأحيان يتعذر علي ويصعب إطلاق كلمة الرجال وصفا لهؤلاء نظراً لأنوثة بعض معاملاتهم وتبعيتهم للنساء. ويظهر عليهم أثر العقد من خلال انتشار غير طبيعي ومثير للدهشة للمجلات الإباحية. تصور عند الكشك أن تجد ٢٠ مجلة إخبارية وترفيهية...وبجانبها ٢٠ اباحية معروضة لأنظار كل كبير وصغير، بل في متناولهم. لكن هذا لا يثير استفهام حيث هو متناسق جداً مع مظاهر الحرية المتفلتة من كل زمام. هذا ولم يتسن لي العيش داخل أسرة لمدة طويلة لكن لا أظن الخلاصات مختلفة. فالشوارع مرآة، وكل إناء بما فيه ينضحُ.
خلاصة القول فيما رأيته في إشهار لبنك: المنزل الأحسن يساعد على العيش الأحسن. فكل الجهود والطاقة والعقاءد موجهة لنيل هذا الارتقاء المادي والتشبع والتشبه المعنوي بما أصبح هنا "الثقافة المحلية" عالم هوليود. لكنه عالم يختلف عن هوليود من حيث ظهور السلبيات بجانب الإيجابيات والحقائق المرة بجانب الأحلام المخدرة.
هذا ليس الا الوصول الى مرحلة متقدمة من "التطهور" ولقد رأيت ماليزيا في نفس المسار لكن رفضت أن أحكم حتى يتبين لي الحال هنا حيث الحضارة، هنا حيث التقدم، هنا هون كونغ.
المزيد بعد الأسبوع الأخير بنمر سيول بكوريا الجنوبية، التي فاتت فرنسا في التقدم والغنى وتفيوق عملاقها سمسنغ على نظيره الأمريكي آبل، من حيث أكتب هذه الكُلَيمات، غفر الله لي ولكم، الى يوم يصلنا المنتوج الماليزي المسلم أو يبتكر مغربنا منتوجا يقوم مقام العملاقين المذكورين سلفاً.
jamiiiil :) wafa9akom allah
RépondreSupprimerCe commentaire a été supprimé par un administrateur du blog.
RépondreSupprimerCe commentaire a été supprimé par l'auteur.
SupprimerCe commentaire a été supprimé par un administrateur du blog.
SupprimerCe commentaire a été supprimé par un administrateur du blog.
RépondreSupprimermerci pour le partage mon frère.
RépondreSupprimer